الكلاسيكو... مصائب قوم عند قوم فوائد

لا شك أن سعادة مشجعي برشلونة بعد الفوز بالكلاسيكو و بخماسية مدوية كبيرة جدا، لكنها لن تكون أكبر من سعادة فالفيردي الذي عاش و يعيش أفضل أسبوع له في برشلونة.  فبعد الفوز على الانتر في دوري أبطال أوروبا و الفوز بالكلاسيكو من دون ميسي لم يبق له إلا أن يتربع على عرش القلعة الكتالونية،  و يرد على كل الانتقادات التي رافقته منذ بداية الموسم.
برشلونة لعب أمام ريال مدريد الغير مستقر في نتائجه هذا الموسم محليا و قاريا، و لا أحد يعلم مدى تأقلم اللاعبين مع المدرب الجديد لوبيتيجي الذي ودع النادي الملكي يوم الاثنين.  مما يصعب إيجاد تفسير لنتيجة الكلاسيكو. هل هي بسبب  قوة برشلونة أم هي بسبب رغبة  لاعبي ريال مدريد بالخسارة.
 ربما نتيجة الشوط الأول كانت تعكس مدى عدم رغبة لاعبي ريال مدريد  في الابقاء على مدربهم، و أراحت في نفس الوقت فالفيردي و لاعبو البارسا الذين تفننوا في إضاعة الفرص  السانحة للتسجيل. لأنهم اعتقدوا أن هذا الكلاسيكو يشبه كلاسيكو 4-0 حين أراد لاعبو الريال التخلص من المدرب  بينيتيز. لكن بمجرد انطلاق الشوط الثاني، و كأن ريال مدريد زيدان من دخل الى أرضية الملعب، و كأن الكلاسيكو أصبح قضية وطنية. اسبانيا في مواجهة الاستقلال و ربما فوز البارسا بالكلاسيكو قد يزيد من قوة الكتلان في هذه القضية. فاستحوذ الريال و ضغط و حاصر البارسا و سجل الهدف الأول و واصل عرضه المفاجئ الذي كاد أن يقلب به أطوار المباراة، إلا  أن الكرة لم تأب الدخول . و لأن الذي يضيع  الأهداف يقبلها، أنهى برشلونة آمال الريال بهدف ثالث ليتذكر حينها لاعبوه هدفهم الرئيسي من الكلاسيكو ألا و هو الانتصار في القضية الداخلية قبل الوطنية و بمعنى أوضح إقالة لوبيتيجي.
بعدها مباشرة انهار ريال مدريد، و سجل برشلونة هدفين متتاليين. و كادت الحصة أن تكون أثقل، الا أن كبرياء الريال و عدم تركيز البارسا لم يسمحا بذلك . اذا تغاضينا عن أوضاع الريال و تأثيرها على النتيجة، سنخرج بعدة نقاط ايجابية لبرشلونة. أولها تلاحم الفريق في غياب ميسي و تألق سواريز و احساسه بالمسؤولية لقيادة الفريق على المستوى الهجومي. و أهمها نجاح فالفيردي لأول مرة هذا الموسم في تغييراته الثلاث، حيث لعبت دورا مفصليا في المباراة بداية من إخراج رافينيا و إدخال سيميدو الذي أغلق الجهة اليمنى، و من ثم استبدال كوتينيو المتعب بديمبيلي الذي ساهم في هدفين، و أخيرا أرثر بفيدال المقاتل الذي سجل الهدف الخامس الأخير لبرشلونة و الأول له مند انضمامه للبارسا.
ربما أفضل المتفائلين من برشلونة  لم يكن يتوقع هذه النتيجة الثقيلة في الكلاسيكو، لكن بعد تأكد إقالة مدرب الريال لوبيتيجي تظل نتيجة مظللة. قد تجعل الفريق يظن أنه في أحسن حال حتى بدون ميسي. و هو على عكس ذلك تماما، يجب على الفريق نسيان المباراة و العمل أكثر على تحسين الدفاع و على تطوير كيفية التعامل مع الهجمات السهلة التي من المفترض أن لا تضيع أبدا و التي لم تضع قط بوجود ميسي، لما ينتظربرشلونة من تحديات في دوري الأبطال.
 كرويا  خمسة و عشرون دقيقة من الشوط الثاني فقط  ما يستحق أن يطلق عليه اسم كلاسيكو الأرض. لكن بالرغم من ذلك تظل ليلة ممتعة لعشاق البارسا و ليلة للنسيان لمشجعي الريال. و يبقى السؤال الأبرز الآن  : كيف كان الكلاسيكو من دون رونالدو و ميسي ؟
هيثم البقيوي

Comments