- أسود الأطلس... من كابوس الى رؤيا

كلما حكا أجداد المغاربة عن مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم شوقوا أحفادهم الى  تلك اللحظات. و منذ ذلك الحين الى أن أتت فرصة اليوم و المشجعون الشباب يتحصرون على ضياع تلك اللحظة التاريخية بل  وصل بهم المطاف الى أن فقدوا الأمل بتات. الفرصة اليوم كانت أوضح و أقرب و زرعت الحب و الحنين في قلب كل المغاربة  حتى فاقدي الأمل أن يتابعوا مباراة الكوت ديفوار- المغرب من أجل مشاهدة اللحظة التاريخية المغربية.
و لم يكن أشد المتفائلين المغاربة يتوقع تلك البداية القوية للمنتخب المغربي حيث سجل هدفين في ظرف خمس دقائق بعد مرور نصف ساعة فقط وسط دهشة لاعبي الكوت ديفوار . المدرب و اللاعبون عرفوا كيف يسيرون المباراة و وقف  الدفاع بقيادة المهدي بن عطية سدا منيعا لهجماتهم رغم أنهم أضاعوا فرصا حقيقية في البداية كادت أن تصعب الأمور على المغرب لكن الكرة لم تأبى تخييب ظن المغاربة خاصة الشباب فدخلت في مرمى الخصم فقط . في الحقيقة منذ مدة طويلة لم نرى تلك الاصرار و العزيمة و القتالية في اللاعبين. و يعود الفضل لرونار المدرب المتمرس افريقيا  و  الذي صنع فريقا قويا يخيف كل افريقيا.
أخيرا فعلها أسود الأطلس و عادوا للزئير من جديد بعد تسع عشرة سنة من الخيبات و النكسات و حرق الأعصاب لكن الأسود تمرض و لا تموت . فمع هذا الفريق الحلم أصبح حقيقة فما علينا الا ان نشكر اللاعبين على الأداء الرجولي القتالي و الطاقم التقني و الفني على التكتيك العالي و الطاقم الصحي على الدعم النفسي و كل المقيمين على ادارة المنتخب المغربي. و نتمنى أن يتوج الحلم باداء مشرف في كأس العالم روسيا 2018. و بعد تحقيق ما هو أكبر تبقى للمغاربة الانجاز الأصغر ألا و هو كأس افريقيا للأمم و بذلك يكون هذا الجيل قد كتب  اسمه في التاريخ بقلم من ذهب.

Comments