اتحاد طنجة... أسياد الشمال و أسياد المغرب

طنجة عروسة الشمال كانت على موعد مع إنجاز تاريخي في حال فوز اتحاد طنجة على المغرب التطواني و تعثر الوداد أمام آسفي. موعد يتطلب مساندة من الموج الأزرق أكثر من أي وقت مضى. خاصة و أن الجار التطواني لا يعترف بمبدأ الجار الجنب، و سيحتفل لساعات بمجرد تسببه في  ضياع اللقب على اتحاد طنجة.
مهمة الاتحاد لم تكن سهلة بالمرة، و هو ما تأكد بعد هدف المغرب التطواني الذي قلل لاعبوه من احترام الجمهور باحتفال مستفز و غير رياضي. بعد نهاية الشوط الأول دون أي تغيير، دخل ادريس المرابط مدرب الاتحاد غرفة الملابس جاريا حيث بدا مجهزا لما سيقوله للاعبين بين الشوطين. و في تلك الفترة، واضعين أيديهم على قلوبهم، تذكر المشجعون الأوفياء خاصة الترا هيركوليس، سنوات الظلمات في القسم الثاني: أوقات شبح النزول الى الهواة، تبخر حلم الصعود الى القسم الأول في آخر جولة. و كم كان الطريق شاقا للوصول الى هذا الحلم الكبير. لحظة رجوع كان لابد منها لإيقاظ الجمهور، لتجديد الطاقة و للاستعداد الى التشجيع إيمانا بالحلم. الشوط الثاني بدا مختلفا، ضغط عال و حناجر مرتفعة أسفرت عن هدفين ثمينين للاتحاد. و كعادته ادريس المرابط يجيد المحافظة على التقدم في مثل هذه المناسبات، خانقا هجمات المغرب التطواني. و مع اقتراب النهاية، كان مركب الرعب على موعد مع احتفالية عالمية أو ما يسمى ب * كراكاج * حجب الرؤية عن اللاعبين و المتفرجين. حينها تبسم سائح أرجنتيني قائلا: هنيئا للمدينة بهذا الجمهور، درس وجب علي مشاركته مع الفرق الأرجنتينية.
انتهت مباراة الديربي، و انتهت بعدها بدقيقتين مباراة الوداد و آسفي بالتعادل بين الفريقين مما يعني اتحاد طنجة بطلا للمغرب. لحظة طالما انتظرها الصغير و الكبير، ليفرحوا بالدموع بهذا اللقب الغالي جدا. الفرحة بدأت في الملعب و استمرت الى ساعات متأخرة من الليل خارجه، و ستستمر حتى بعد المباراة الأخيرة.
هنيئا لفريق اتحاد طنجة بهذا النصر، لقب ساهم فيه كل من الجمهور الطنجي، الترا هيركوليس، المكتب المسير، الطاقم الطبي، المدرب الذي تميز بوصفته السحرية عند توليه المنصب بعد بداية الموسم بفترة. لعله لقب يفتح شهية اللاعبين الى المزيد من الألقاب المحلية و لما لا القارية. سجل يا تاريخ، أسياد الشمال هم أسياد المغرب الآن.

Comments