برشلونة فالفيردي و الموسم الكارثي... لقبين فقط

رونالدو كومان مدرب المنتخب الهولاندي حاليا، لوران بلان المدير الفني السابق لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، كارليس إنزوي مساعد انريكي في برشلونة و مدرب سلتا فيجو حاليا : أسماء كانت مرشحة لخلافة انريكي في برشلونة، كونها أكثر إيمانا بفلسفة النادي و أكثر إتقانا للتيكي تاكا. لكن كما عودتنا إدارة برشلونة في اختياراتها للمدربين دائما ما تخالف التوقعات. و ليتها تخالفها بما هو أحسن، بل بما هو في نفس المستوى أو أقل. فوقع الاختيار على فالفيردي المدرب السابق لبلباو. و  رغم اعتياد جماهير البارسا على مثل هذه التعاقدات، إلا أنهم انصدموا. و ما زاد من الطين بلة، هو مبارتي السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، اللتان جعلتا برشلونة يبدو بدون كبرياء، بدون روح و بدون هوية. حينها جزم المشجعون بخروج برشلونة خالي الوفاض في آخر الموسم.
ربما فالفيردي كان يعلم أنه لا يملك لا الإمكانيات و لا الأفكار لمجاراة المدربين المحنكين، لذا لم يكن في يده سوى التحلي بالواقعية و الاعتماد على ميسي. عاملان، جعلا قطار برشلونة يدهس الصغير و الكبير بدون فرجة و بدون إقناع. حيث في كل مباراة كان المشجعون على أعصابهم حتى صافرة النهاية. أما الخصوم فكانوا ينتظرون نهاية لهذه الواقعية التي ترافق البارسا. فالفيردي حير المحللين، تجد الفريق تارة يفوز و يقدم أداء رائعا و تارة أخرى يفوز بأداء كارثي. لكنهم أجمعوا على عدم ذهاب برشلونة بعيدا في دوري الأبطال، البطولة التي تتطلب، بعيدا عن الحظ و التحكيم، التحضير الجيد، الأداء، الواقعية، القتالية و الإبداع في الخطط التكتيكية. و هو بالفعل ما تحقق. برشلونة لم يجد منافسا له محليا؛ لا في الليغا و لا في الكأس. لكنه عانى في دوري الأبطال و الدليل، خروجه أمام فريق تغلب عليه برباعية على الكامب نو. و هي من المباريات التي وضعت أصبعها على الجرح و أوضحت ضعف فالفيردي تكتيكيا.
كرويا و إداريا فالفيردي قدم موسما ناجحا بكل المقاييس في أول موسم له. عرف كيف يغطي فراغ نيمار بطريقة لعب جديدة على البارسا 4-4-2  و ظل وفيا لها. بطل الليغا بخسارة واحدة فقط، بطل كأس الملك و نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بتشكيلة رسمية واحدة نافست على ثلاث جبهات. أما من زاوية المشجع البرشلوني، فهو يعد موسما كارثيا، و كأنه اعتاد على الثلاثيات. وحتى في حالة الفوز بدوري أبطال أوروبا فقط سيعد أيضا كارثيا، عكس من يراه إنجازا. فعلا أمره غريب، ثنائية محلية لم تغنهم من  جوع. فيما مشجع لفريق آخر يفرح و يغني ببطولة محلية واحدة أو بطولة أوروبية فقط حيث في نظره البطولة الأوروبية تساوي أكثر من لقب.
وجب على كل مشجع برشلوني أن يهنئ فالفيردي على هذه الحصيلة و أن يركز على عدد بطولات فريقه نهاية الموسم لا على عدد بطولات كأس واحدة. و إن كان يراوده الحنين للتتويج بدوري الأبطال فهل يحب أن يأتي على حساب الليغا و الكأس ؟ 

Comments