برشلونة يلعب بقميص ريال بيتيس



بعد التألق و النجاح في التحديات الكبيرة المحلية و الأوروبية،  و بعد ارتفاع مستوى اللاعبين و مدى قتاليتهم في المباريات السابقة، لا بد أن يشهد برشلونة نزولا حادا في أسهم في برصته.  و حبذا لو كان هذا النزول المفاجئ خارج الكامب نو و بأقل من أربعة أهداف احتراما للحاضرين في الملعب. لكن قد يكون  هذا التعثر بمثابة الكشف عن الحقيقة المظلمة لبرشلونة هذا الموسم. و أهم ما تحمله هذه الحقيقة؛ قوة فالفيردي على المشاهدة و التصفيق على الأهداف المسجلة، و ضعفه الفني و التكتيكي.
في مباراة بيتيس عاد القائد ميسي، حينها اعتقد فالفيردي أن معاناة التفكير في نتيجة المباراة قد انتهت. فكل المباريات تحسم بوجود ميسي، لكنها لم تكن كذلك أبدا. ربما كل متابع للبارسا لاحظ بمجرد انطلاق الشوط الأول أن الفريق ليس على ما يرام إلا المدرب طبعا. حيث في كثير من الأحيان كانت الكاميرات تقترب من أوجه اللاعبين للتحقق من هوية حاملي الأقمصة : هل هم فعلا لاعبو برشلونة أم أن بيتيس دخل غرفة ملابس البارسا بالخطأ. و لحسن حظ البارسا أنه خرج متأخرا بهدفين فقط في الشوط الأول. لأن بيتيس أبدع و أمتع و فاجئ البارسا بطريقة لعبه و عقليته الانتصارية، وسط ضحكة استهزائية من لويس انريكي، المدرب السابق لبرشلونة، في المدرجات و كأنه يتسائل مع نفسه ما هذا الحظ الذي أحضرته معي الى الكامب نو.
 في الشوط الثاني كان على فافيردي أن يرد على استهزاء انريكي و يذكر الجماهير بوجوده. فأقحم فيدال بدلا من أرثر الذي لم يعد يضيف شيئا لخط الوسط بعدما استنزفت لياقته البدنية. فيدال بطراوته البدنية أضاف القليل من الحيوية للوسط الهجومي. و سجل برشلونة هدف تقليص الفارق من ضربة جزاء نفدها ميسي و تحصل عليها ألبا الذي بدا وحده متحمسا لاثبات أحقيته بالعودة مجددا الى المنتخب الاسباني و أن استدعائه لم يكن عبثيا. لكن بيتيس بدا عازما على استغلال ضعف البارسا في هذه المباراة لأنه نادرا ما تجد البارسا في الكامب نو بهذا السوء. فكلما سجل البارسا هدفا ليقترب من النتيجة إلا و سجل بيتيس هدف توسيع الفارق. حيث لا وجود لهجوم مخيف و لا وجود لخط وسط وازن و لا وجود لدفاع متماسك و لا وجود أيضا لحارس عملاق. فريق منهك تماما. و هنا تطرح أكبر علامة استفهام لماذا لا يقدر اللاعبون على مجاراة نسق مبارتين كل أسبوع، نظرا لوجود تشكيلة رسمية واحدة تلعب جميع المباريات.
و لأنها مباراة سوء الحظ، سيفتقد برشلونة لخدمات راكيتيتش في المباراة القادمة أمام أتليتيكو مدريد في الميتروبوليتانو بسبب تحصله على البطاقة الحمراء. بالاضافة الى غياب كوتينيو المصاب، ناهيك عن ما قد يصدر من إصابات خلال التوقف الدولي .
أما الآن، فستعود الأمور الى مجاريها في برشلونة. أي سيعود فالفيردي الى واجهة الانتقادات، و ستلازمه من جديد الضغوطات النفسية لأسبوعين، لعل و عسى أن يجد التوليفة المثالية لمباراة الاتليتيكو. لأنه في حالة الخسارة و فقدان الصدارة، ستنسى كل النتائج الايجابية، بغض النظر عن تضييع الفوز في المباراة الأخيرة في دوري الأبطال و ضمان صدارة المجموعة فهذا ما زرعته عقلية غوارديولا الانتصارية في المشجعين.
هيثم البقيوي.

Comments