صدق أو لا تصدق... برشلونة يواجه ليون


كان فالفيردي يوم الأربعاء الماضي على بعد خطوة واحدة من الابتعاد عن الانتقادات في دوري الأبطال، إلا أنها ربما أصبحت جزءا من مهنته. فلم يعد ينصت لأحد. طالما الفريق يسير على النهج الصحيح لا يهتم بما يقال عنه. في غالب الأحيان في السنوات الأخيرة، كان برشلونة يضمن تصدر مجموعته في دوري الأبطال قبل المباراة الأخيرة مما يسمح للمدرب بإجراء التغييرات التي يراها مناسبة. إراحة اللاعبين، إعطاء الفرصة للاعبين الشباب أو للأقل حصولا على دقائق كثيرة من اللعب. و هو بالضبط ما فعل فالفيردي أمام توتنهام في الكامب نو و لم ينجح في التحدي. لأنه و بكل بساطة لا يجيد استغلال الدكة و لا قراءة  مجريات المقابلة. و لكن الآن، وصل برشلونة إلى المنعرج الأخطر في دوري الأبطال، منعرج يحبس أنفاس كل مكونات الفريق ألا و هو دور خروج المغلوب.

بدون أدنى شك صوبت أنظار مشجعي البارسا و الفرق الأخرى إلى قرعة اليوم، رغم أن مشجعو البارسا كانت لهم متابعة خاصة. حيث من بين الفرق  الثقيلة التي كانت من المحتمل أن تواجه برشلونة : يونايتد مورينيو  و ليفربول كلوب. و هو ما زادهم تشويقا لهذه القرعة، لأنهم اعتادوا على مواجهة أصعب الفرق الممكنة. ربما  كرة دوري الأبطال أصبحت تعترف بقوة البارسا و أحقيتها باللقب. فلا بد أن يكون الطريق معبدا بالشوك عوض الورورد، ليركز البارسا على كيفية الفوز بالألقاب و ليس على الكمية.
و على عكس الانتظارات و التوقعات أوقعت القرعة برشلونة بليون الفرنسي. هنا قد يتسائل الكثيرون عن ما قيل من قبل. لكن من تذكر الفريق الذي أخرج البارسا من الأبطال الموسم الماضي (روما)، سيكتشف أن القرعة أخذت بعين الاعتبار حتى من يدرب البارسا. يا لها من قرعة عادلة لفالفيردي   !
قد يكون من المخطئ الاستهانة بالفريق الفرنسي ليون، لأنه أحرج سيتي غوارديولا بالفوز عليه على ملعب الاتحاد و التعادل أمامه على أرضه. مما يعني أن الفريق تطور بكثير عن المواسم السابقة. و إن عادت بنا الذاكرة إلى مستوى برشلونة في دوري المجموعات، سيتبين أن برشلونة لم يكن ثابت المستوى و لم يكن يقنع في الكثير من فترات المباريات. إلا أنه كان يستفيد من أخطاء الخصوم و عبقرية ميسي. ما عدا مباراة توتنهام في ويمبلي التي أبلى بها بلاء حسنا، و رغم ذلك استقبل الفريق هدفين. الأمر الغير المسموح به في هذا الدور لأنه كلما استقبلت أكثر كلما كان إقصائك أسهل للخصم.
على برشلونة أن يعد عدته للمحطة القادمة بدنيا، فنيا و نفسيا، لأن المنافسة ستكون على أشدها بين الفرق و لا مجال للتراخي. و على عشاق البارسا أن يستمتعوا بهذا الفريق قدر الامكان و أن يستريحوا كثيرا قبل موعد مباراة  الذهاب، لأنها ستكون مباراة توتر الأعصاب بامتياز. أما عشاق المستديرة، فأنتم على موعد مع إثارة و تشويق و زلزال كروي لا مثيل لهم. فهنيئا لكم بهذا الاستمتاع، إلا أنه وجب الابتعاد عن التعصب للاحساس بحلاوة دوري أبطال أوروبا الذي بات يذاع و يسجل بالألوان و بتقنيات عالية الجودة.
هيثم البقيوي

Comments