فالفيردي... عين على الثنائية المحلية فقط


اتضح أن فالفيردي كان على علم أن مركز المدرب في برشلونة مركز جد حساس. لأنه يعمل بنظام أكثر حدة من النظام الجمهوري. بمعنى أن الإدارة و خاصة الجماهير، لن تنتظر نهاية عقد المدرب لتعاتبه و تحاسبه أو لتقيم نتائجه. بل تنتقده بعد كل مباراة، و تقرر مصيره بعدد الألقاب و أهميتها آخر كل موسم. و هو ما جعل فالفيردي يتدارك خطأ المداورة الكلية للفريق في ذهاب كأس الملك أمام ليفانتي بإشراك العناصر الأساسية في الإياب لحسم التأهل إلى ربع النهائي. و كأن حال نفسه يقول : لا أضمن الفوز بدوري الأبطال و لربما محافظتي على الثنائية المحلية ستجعلني أخرج بشرف.
فالفيردي استنجد بميسي و رفاقه. و من المؤكد أن لا يخذل ميسي من عول عليه. فكان له ما أراد و فاز بثلاثية نظيفة. إلا أن الفوز لم يكن كافيا رغم أحقية برشلونة بالتأهل. لأن الفريق كان يواجه شبح الاقصاء المباشر من المسابقة لإشراك لاعب من الفريق الرديف في مباراة الذهاب، كان قد تلقى خمس بطاقات صفراء في الدرجة الثانية مع برشلونة ب. رغم أن ريال مدريد كان قد أشرك لاعبا بنفس الحالة. فوجب عليه الانتظار حتى يوم الجمعة قبل نصف ساعة من القرعة ليعرف مصيره في المسابقة.
و لحسن حظ فالفيردي، قرر الاتحاد الاسباني ببطلان شكوى نادي ليفانتي و بأحقية البارسا بالتواجد في القرعة. حيث كان من المحتمل أن يواجه أحد الفرق الآتية : فالنسيا، خيتافي، ريال مدريد، ريال بيتيس، اشبيلية أو اسبانيول. و كأن القرعة تعلم جيدا كيف هو مستوى ريال مدريد هذا الموسم فأرادت أن تختار لبرشلونة أصعب فريق في الليغا حاليا. فأوقعته القرعة باشبيلية، في إعادة لنهائي الموسم الماضي، لاختبار جاهزية فالفيردي التكتيكية للمحافظة على اللقب.
 إنها مواجهة صعبة جدا، مع أفضلية طفيفة لبرشلونة، ان استطاع استغلالها، الذي يخوض مباراة الذهاب على ملعب اشبيلية. و سيتطلب من فالفيردي أن يقحم التشكيلة الرسمية الوحيدة، مما قد يرهق الفريق في قادم المواعيد خاصة مع اقتراب دوري الأبطال. جماهير برشلونة هذا الموسم لم يعد يقلقها المنافس، بحجم ما يقلقها فالفيردي بخططه الغريبة و لياقة اللاعبين التي تخونهم عند كثرة المباريات التنافسية.
سيواجه برشلونة يوم الأحد ليغانيس بالكامب نو، و في وسط الأسبوع اشبيلية على ملعب هذا الأخير في الكأس. بعدها سيكون على موعد مع تنقل صعب في الليغا إلى جيرونا. و من ثم مباراة العودة أمام اشبيلة على الكامب نو. و في آخر الأسبوع الثاني سيستقبل فالنسيا، مما يعني خمس مباريات في ظرف أسبوعين. فمن البديهي أن لا يقدر الفريق أن يلعب هذا الكم الهائل من المباريات بنفس التشكيلة و يحافظ على نفس الأداء المتوهج و نفس المستوى العالي. و لكن هذا ما أوصل فالفيردي إليه الفريق. خلال سنة و نصف، و بكل الترسانة البشرية المتوفرة لديه لم يقدر على خلق و تكوين فريق احتياطي تنافسي يريح اللاعبين الأساسيين، فيضمن سيرورة النجاح في جميع المسابقات و الذهاب فيها إلى أبعد مدى.
هيثم البقيوي

Comments