لاماسيا برشلونة... كنز يفنى


في الحياة، الفرح ينسيك الحزن و النجاح ينسيك الفشل.أما في كرة القدم، الفوز ينسيك الخسارة و التألق ينسيك التعثر. و هذا ما حصل و يحصل مع مشجعي البارسا بعد كل ريمونتادا. فبعد التعثر أمام اشبيلية في الذهاب، تغاضى جل مشجعي البارسا عن تحليل الأخطاء التي ارتكبت و ركزوا فقط على موعد الريمونتادا و سهولة قلب الطاولة. و هذا ما يجعل الادارة تتمادى في مخططاتها و استراتيجياتها في التعاقدات، التي لا تتماشى مع تاريخ و ثقافة و فلسفة النادي الكتلوني.
لن تنجح أي ريمونتادا إلا إذا كان الفريق في حالة بدنية جيدة. فلا يمكن أن يكون لفريق ينافس على ثلاث جبهات، تشكيلة رسمية واحدة فهذا يعد بمثابة انتحار. و ما يزيد من الطين بلة، هو تعامل الادارة مع هذه المواقف. فهي تعتقد أنها تحل المشاكل بكمية الصفقات المبرمة، التي هي في الأصل صفقات عشوائية.
فكيف لبرشلونة أن يمتلك بارترا و العديد من المدافعين الشباب في لاماسيا و ينتدب مدافعين جديدين مرة واحدة. ليصل عدد قلوب الدفاع إلى 6 و كأنه منتخب و ليس فريق. و لماذا انتداب فيدال و بواتينج الكبيرين في السن و مالكوم، مقابل إعارة دينيس سواريز و منير الحدادي و بيع دولوفيو. كل هذه التخبطات، تدل على أن البارسا أصبح يهمل بشكل كبير لاماسيا و لم يعد يعتني بلاعبيها على عكس السنوات الفارطة. هنا تعيدنا الذاكرة إلى مباراة برشلونة في دوري الأبطال سنة 2010 أمام روبين كازان حيث أشرك غوارديولا، المدرب الذي دائما ما اعتمد على لاماسيا، تشكيلة من الفريق الرديف أمتعت و أبدعت و فازت بثنائية نظيفة. حينها لم يكن البارسا ينتدب لاعبين كثر، بل كان يعتمد على  لاعبي مدرسته الذين يحملون  DNA البارسا.
في كل مرة تسلم الجرة، حيث في كل تحدي يظن المشجعون أنهم تخلصوا من فالفيردي الموسم المقبل. إلا و ينجح في التحدي بمساعدة ميسي و بقية اللاعبين. إلا أن التحديات القادمة أقوى بكثير من أي تحدي واجهه الفريق هذا الموسم؛ فعلا تحديات تحبس الأنفاس. إقصاء الريال من الكأس، البقاء في الصدارة بفارق مريح عن أقرب المنافسين بغض النظر عن نتيجة كلاسيكو الليغا،و التأهل إلى ربع نهائي الأبطال بتخطي ليون الفرنسي. إن لم تتحقق هذه الأهداف في المرحلة القادمة، فبالاضافة إلى المطالبة بالاطاحة برأس فالفيردي و جب على المشجعين و المنخرطين الطلب و الضغط على الإدارة بإعادة النظر في التعامل مع التعاقدات العشوائية و الاهتمام أكثر بمدرسة لاماسيا، لسقل مواهب تحمل مشعل فلسفة برشلونة.
هيثم البقيوي


Comments