هيركوليس...الأم التي لا تتخلى عن طفلها مهما كانت الظروف



قد تضايق الكثيرون في صغرهم من عتاب الأم و نصائحها المزعجة و المتكررة، و لكنهم سرعان ما تفطنوا في كبرهم أن كل الكلام و حتى التوبيخ كان لمصلحتهم. و إن دل على شيء، إنما يدل على حب الأم اللامحدود و اللامشروط لأولادها. و إن ربطنا هذا الوصف بكرة القدم، فسنجد أن كل فرد من الجمهور الحقيقي و خاصة من الالتراس أصبح أما للفريق و نسي أن له أم. إذ يصل مستوى الانتماء و التضحية إلى أعلى المستويات الممكنة. تجدهم في الكثير من الأحيان يتركون أولياء أمورهم على فراش الموت، يبيعون أغلى ما يملكون و ينسون أكبر ما يحلمون، فقط لمساندة فريقهم في السراء و الضراء، في الحلوة و المرة. ن ااااهتهتهتااا
بشهادة الجميع، أفضل مثال نجده في هذه الفترة هو الجمهور الطنجي بقيادة الترا هيركوليس. جمهور لا يعترف بمبدأ الخسارة أو الاقصاء أو حتى النزول. بل كل ما يهتم به هو تشجيع الفريق و الوقوف بجانبه أينما حل و ارتحل. و عجز الكثير من أطباء علم النفس، عن تشخيص حالة هذه الجماهير العاشقة. و الأجمل من هذا هو التأثير الايجابي على فريق اتحاد طنجة، الذي عانى منذ بداية الموسم. سلسلة من النتائج السلبية في الدوري المحلي، إقصاء من دوري أبطال افريقيا، و من ثم إقصاء من كأس الكونفيدرالية الافريقية. و رغم كل هذه المرارات، ظل الجمهور الطنجي بقيادة هيركوليس ثابتا شامخا مساندا و مشجعا، بنفس الشغف و الحب و الطاقة و الجهد. و ها هو الفريق يستعيد بريقه مجددا في الدوري بتحقيقه يوم الأحد الانتصار الرابع على التوالي أمام مولودية وجدة، بعد الفوز على الوداد بطنجة و على الفتح الرباطي و سريع وادزم خارج أرضه. و أكد كل من اللاعبين و المدرب و المدير التقني للفريق أن لولا الجمهور، لاستسلم الفريق لوضعه المزري في البطولة و لازداد غرقا.
في ظل الغموض الذي يحول حول هوية مدينة طنجة، و كثرة الانتقادات التي تتعرض لها، تبقى الترا هيركوليس رمزا من رموز هوية هذه المدينة التي تجعل جماهير الموج الأزرق أكثر افتخارا بانتمائها. و تمثل دائما تلك النقطة المضيئة حين يفيض بحر الظلمات على المدينة.
هيثم البقيوي

Comments