فلورنتينو بيريز ... غلطة الشاطر بألف


في الليلة الظلماء افتقد البدران، و الدهر أربعة أيام؛ ثلاثة متوالية لك و واحد عليك. كلها ألغاز وحدهم أنصار الريال من يفهمون مقصدها. إن المصائب لا تأتي فرادى ؛ خسارة السباق على الليغا منطقيا، و الخروج من كأس الملك رسميا على يد الغريم التقليدي، و توديع البطولة المفضلة دوري الأبطال نهائيا، من الدور 16 عشر لأول مرة منذ 2010 ،في أقل من أسبوع يعد كارثة فقط لأن الريال يواجه تقريبا شبح الخروج خال الوفاض هذا الموسم. بمعنى أنه لو أحرز ريال مدريد دوري الأبطال هذا الموسم كان سيعتبر موسما ناجحا بامتياز، الأمر الذي يظلل الفريق و الادارة به أنصار ريال مدريد.
كرويا يملك ريال مدريد واحدة من أسوء الحصيلات له آخر 10 سنوات. حيث لم يفز إلا بلقبين من الليغا و لقبين من كأس الملك؛ مع العلم أنه لم يصل إلى النهائي منذ ست سنوات. و الرقم الأعلى طبعا هو 4 ألقاب من دوري الأبطال منها ثلاثة تواليا. هنا فقط وجب طرح أسئلة كثيرة: منها ما  هي الأهداف المسطرة لدى ادارة النادي، لماذا إهمال البطولتين المحليتين، و هل هو إهمال أم عدم قدرة منافسة البارسا و الاتليتيكو. أسئلة ربما الآن تتبادر إلى أدهان العشاق الحقيقيين و العاقلين. عكس بعض الأنصار الذين يبررون هذا الاخفاق بكون الفريق حقق رقما قياسيا في الفوز بدوري الأبطال، بغض النظر طبعا عن الكيفية التي جاءت بها تلك الألقاب. في كرة القدم، كل موسم يؤخد على حدى و النجاح في الموسم أو المواسم السابقة لا يبرر أبدا السقوط في الموسم الحالي.
ريال مدريد يظل فريقا كبيرا يحترم المنافسين و يحترم من طرف الجميع. و يمتلك لاعبين من الطراز العالمي قادرين على الفوز بأي بطولة ممكنة. ربما ما ينقصه هو مدرب متعطش للتألق على جميع الأصعدة و ليس على الصعيد الأوروبي فقط و أن يقنع اللاعبين بذلك. أما بخصوص الأنصار و المشجعين، فليس العيب أن تفتخر بعدد ألقاب فريقك و لكن العيب كل العيب هو أن تغض النظر و أن لا تعترف بماذا حصل من أفعال و لما لا تجاوزات ليصل الفريق إلى ما هو عليه. لأنه دائما يكون من الجميل أن نذكر أمجاد تاريخ الفريق و لكن من الأجمل أن نذكرها بكل تفاصيلها؛ المسموح و اللا مسموح به في عالم كرة القدم.
هيثم البقيوي

Comments