اخفاق برشلونة في دوري الأبطال... أزمة مدرب أم حكاية لاعبين

لو طلب من جماهير برشلونة التصويت على بقاء فالفيردي قبل مباراة دوري الأبطال الثلاثاء كان بامكان "نعم" أن تفوز بأفضلية قليلة. لكن الآن الأمر أصبح مختلفا و لربما تنطلق حملة #فالفيردي_ارحل بعد هذه الكارثة. في برشلونة الآن، أصبح المدرب مطالبا بتحقيق الأداء الجيد محليا و أوروبيا و لكي يضمن رضى الجماهير يجب الفوز بدوري الأبطال.
من الصعب جدا أن نجد تفسيرا لما حدث البارحة. في وصف لأداء برشلونة دون تحليل و تدقيق، يمكن اعتبارها مؤامرة من اللاعبين على فالفيردي الذي كان على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى النهائي و ربما التتويج بالثلاثية. رغم أنه لم يغير و لم يضف شيئا للفريق. كيف لمدرب كفالفيردي أن ينال شرف الوصول إلى مراحل كهذه و هو لا يجيد حتى توظيف لاعبيه. في نهاية المطاف، اللاعبون هم بشر. فمن الطبيعي أن يفقدوا التركيز أو الحافز و هنا يأتي دور المدرب في تحفيز اللاعبين و اقناعهم بالقتال و اخراج كل ما يملكون كفريق  واحد. و أحسن مثال هو كلوب الذي يعطي درسا في كيفية بناء الفريق و أن النجم قد يعطيك انتصارات و بطولات لسنين عدة و لكن ليس لسنين دائمة.
 و الغريب في الأمر أن ليفربول لم يخلق فرصا خطيرة كتلك التي خلقها في الذهاب، و لم تكن كل العناصر جاهزة. لكنه كان أكثر مكرا و أكثر جاهزية لاستغلال حالة برشلونة. لكن اللاعب 12 كان حاضرا و بقوة. جماهير ليفربول فعلا لا تترك فريقها يمشي وحيدا و لا تعرف معنى الاستسلام أبدا. قوة برشلونة كانت دائما بالضغط العالي و اجبار الخصم على الركون في الخلف لكن مع فالفيردي أصبح برشلونة من يهب الخصوم و يرجع الى الخلف و ينتظر المرتدات التي لم يتدرب عليها من أصل. شجرة ميسي لم تعد تظلل و لن تظلل الفريق الى الأبد و التألق محليا أصبح من المسلمات أما اثبات الذات أوروبيا هو ما يجب أن يكون الهدف بعد اليوم لفريق كبرشلونة. و لتحقيق هدف بهذا الحجم أول ما يجب التفكير فيه هو مدرب أو بالأصح صانع الفريق.
يتذكر الجميع الجدل الذي خلفه تمديد عقد فالفيردي لموسم اضافي بحجة اعطاء الثقة و الاستقرار للفريق. حتى الفريق مباشرة بعد الاعلان لم يؤدي بشكل جيد و خسر بعض النقاط السهلة و ها هو المشهد يتكرر. بمعنى أن رسالة اللاعبين أصبحت واضحة ابحثوا لنا عن مدرب جديد. فالفيردي كمدرب لم يكن يحلم بالألقاب و يتبين أن فالفيردي من بحث عن برشلونة و ليس العكس. الثنائية المتتالية بالنسبة لفالفيردي انجاز و للجماهير اخفاق. هذه من بين الأشياء التي تجعل برشلونة أكثر من مجرد نادي.
هيثم البقيوي

Comments