برشلونة يسقط أمام سوسيداد في الوقت الغير المناسب

في بعض المباريات، برشلونة يظل الفريق الوحيد الذي يحير كل المحللين لمعرفة السبب الحقيقي وراء خسارة الفريق. ومباراة اليوم خير دليل على ذلك. الفريق عائد من ميلانو بفوز ثمين بالفريق الثاني والمعنويات مرتفعة. ناهيك عن اللاعبين المرتاحين فلماذا هذا الأداء السيء اليوم أمام ريال سوسيداد؟
جل لاعبي برشلونة اليوم لم يسافروا مع الفريق، حتى الكاميرات، اقتربت كثيرا من وجوه اللاعبين وكأن المصورون انتابهم الشك إن كان فعلا هؤلاء لاعبو برشلونة أم شبيههم. قد تبين هذا الموسم أن مفاتيح فوز برشلونة ترتبط بعوامل أو بالأحرى قوى ثلاث. تألق شتيجن على طوال المباراة، سحر ميسي وفعاليته مع الرفاق في الهجوم، ثم قليلا سيطرة وسط الملعب وتحكمه في مجريات اللقاء مع أخذه بجدية. في مباريات اليوم، سيطر سوسيداد بالطول والعرض على مجريات الشوط الأول وحرم برشلونة من الكرة. لكن عامل فعالية الهجوم ظهر بقوة وجعل برشلونة يعدل النتيجة. والأفضل من ذلك أن العامل نفسه ظهر بقوة مع بداية الشوط الثاني ومنح التقدم لبرشلونة. وهنا اعتقد اللاعبون أن المباراة سهلة المنال وأنها حسمت لصالحهم. وبطبيعة الحال فالفيردي لم يكن يرى أو يتفطن بما يفكر به اللاعبون حتى عدل سوسيداد، ليقوم بعدها بتغييرات فلكية. التغييرات، خاصة تغيير ألبا بسيميدو أوضحت للكل أن المدرب يفكر بالكلاسيكو. وهنا الطمة الكبرى، كيف لمدرب المفروض أنه المسؤول عن رفع الضغط عن اللاعبين، حتى وان اعتادوا عليه، وعن توجيه تركيزهم صوب المباراة الحالية وهو أصلا لا يستطيع التركيز عليها. أما عاملي سحر ميسي وتألق شتيجن الحاسمين دائما، فقد غابوا اليوم وأثروا بشكل كبير على نتيجة المباراة. خاصة تير شتيجن الذي لم يكن في يومه اليوم وربما الأخطاء المرتكبة اليوم قد لا يرتكبها خلال أشهر من اللعب. نعم، الكل يتفهم أن اللاعبون بشر، لكن كلاعب محوري مسموح لك الخطأ طوال الموسم إلا في الفترات الحرجة والمصيرية كمباراة اليوم ومباريات الكلاسيكو. أما خط الوسط المكون من راكيتيتش، بوسكيتس ودي يونج سهلوا مهمة الاختراق بعدم قدرتهم على تغطية الفراغات وقطع الكرات وتكسير هجمات الخصم. 
إيجابيات اليوم، تألق بيكي اللاعب المزاجي والاحترافي في نفس الوقت الذي حفظ ماء الوجه اليوم ودافع بشدة مقاوما هجمات سوسيداد. وكاد أن يحصل على ضربة جزاء التي ظلت مشكوكة في ظل عدم تدخل الفار في اللقطة.  وغريزمان الذي مازال لا يعط تلك الاضافة اللازمة في الهجوم، لكن هدفه الرزين اليوم يعطيه المزيد من الثقة والقدرة على الصبر أكثر حتى التأقلم في المركز الجديد. حسابيا، برشلونة أكيد مهدد بفقدان الصدارة في حالة فوز ريال مدريد ليدخل الكلاسيكو بضغط كبير وسيكون مطالبا بالفوز للتساوي مع الغريم وتقاسم الصدارة سويا. دون النسيان أن برشلونة حتى وإن كان على ملعبه لن يكون مرشحا بالفوز على ريال مدريد الذي يمتلك تشكيلة تجمع بين الشباب والخبرة والأهم، دكة تصنع الفارق من أصناف الفرص.
هيثم البقيوي.

Comments