برشلونة يدفع ثمن الاستهتار بالجار متذيل الترتيب

حتى و إن كان الجار اسبانيول متذيلا للترتيب إلا أن مباراته مع برشلونة تمثل له مباراة حياة أو موت. نعم هذه هي عقلية أي فريق عندما يواجه البارسا، أما لاعبو برشلونة فجديتهم تختلف حسب الخصم. كما ظنوا اليوم أن اسبانيول في آخر الترتيب لقمة سهلة لهم لكنه لم يكن كذلك.
في الحقيقة كان متوقعا أن يكون مستوى لاعبي البارسا أسوء من ما ظهروا عليه اليوم، خاصة بعد عطلة أعياد الميلاد التي تغر اللاعبين الكبار. فبحكم العطل القليلة للاعبي كرة القدم، ينتهز الناشطون في الليغا الاسبانية هذه الفرصة للاستمتاع مع العائلة. [ الآن ممكن أن نفهم لماذا لاعبوا الليغا لا ينسجمون مع أجواء الدوري الانجليزي، بكل بساطة لأن الانجليز لا يتوقفوا عن اللعب في أعياد الميلاد. ]
اسبانيول أحرج برشلونة في الشوط الأول و تقدم عليه من كرة ثابتة. شوط بدا فيه آثار بصمة المدرب الجديد لاسبانيول الذي كان لاعبا لبرشلونة. وهو ما جعلنا نرى في بعض الأحيان تيكي تاكا البارسا تطبق من أقدام لاعبي اسبانيول ولسان حال فالفيردي يقول إنه أسلوب لعب فاشل. في الأشواط الثانية دائما ما يتفوق تكتيك المدربين، إلا أن في برشلونة تتفوق مهارة اللاعبين أولا. يحسب لفالفيردي في الشوط الثاني عدم التأخر في زج فيدال الذي منح الحيوية لوسط الميدان واستطاع الفريق بفضل تمركزه في الهجوم من التفوق على اسبانيول من لا شيء. 
حينها تحولت المباراة من على أرضية الميدان إلى صراع بين مدربين أو بالأحرى بين فكرين وفلسفتين. فلسفة مدرب اسبانيول  ابن البارسا و ايمانه بالتيكي التاكا والهجوم بأكثر عدد من  اللاعبين، وفالفيردي المحافظ الخائف الوفي للعب المباشر وبدون مغامرة. حيث أن المباراة في مخيلة مدرب اسبانيول ليس فقط مباراة ليغا بين فريقه وفريق برشلونة. إنما هي فرصة للاطاحة بفالفيردي وطريقة لعبه ويشفي غليل أنصار البارسا في فالفيردي، نعم، مدرب اسبانيول كان فائق الحماس، وكأنه يحمل رسالة أو توصية من جميع المشجعيع الحقيقيين للكم فالفيردي ولكنه لا يستطيع أن يلكمه إلا عن طريق نتيجة مباراة كرة القدم. 
تصرف لاعبي برشلونة خلال أطوار المباراة، أوحى بأن فالفيردي أحس بالخطر والهجوم المرتقب من مدرب اسبانيول ابن البارسا بجلوسه على الدكة رغم حاجة الفريق إلى توجيهات مهمة. وما زاد من الطين بلة، هو تهور الهولاندي دي يونج الذي ربما أفرط في شرب الحليب الهولاندي خلال عطلته مما كلفه بطاقة حمراء مستحقة، جعلت الفريق في مأزق. حينها خرج فالفيردي من الدكة مناديا على سيميدو ليجري تبديلا اضطراريا لعل وعسى يعالج النقص العددي. لكن، ليته لم يخرج أبدا، أجرى تبديلا لا علاقة له بالمنطق، حتى مدرب اسبانيول بدأ يصرخ لوحده حاملا هم مشجعي البارسا الذين نفذ صبرهم من قرارات فالفيردي. منطقيا كان على ميسي أو سواريز الخروج و إدخال فاتي أو حتى إدخال سيميدو ليلعب مكان ألبا الضعيف دفاعيا وإعطاء ألبا الحرية في الهجمات المرتدة. طبعا هذا لم يحدث، أخرج فالفيردي غريزمان وزج بسيميدو وبدل فيدال إلى الجهة اليسرى مع ألبا في الدفاع، شوارع فتحت حتى أسفرت عن هدف التعادل ليضيع برشونة نقطتين ثمينتين ويتساوى مجددا مع الغريم.
هيثم البقيوي.

Comments