سرعة فعالية سحر كيكي سيتين

جاءت المباراة التي ينتظرها عشاق البارسا منذ بداية الأسبوع، كل الأنظار موجهة لكيكي سيتين ولمباراة  برشلونة غرناطة لجس نبض أفكار المدرب الجديد. ربما حتى فالفيردي تجده ينتظرها بفارغ الصبر للاقتناع بإقالته من تدريب البارسا.
عادة عندما يواجه برشلونة غرناطة على الكامب نو تكون مباراة سهلة وفي المتناول لكن هذه المرة الأمور مختلفة، أول مباراة للمدرب على ملعبه تزيد من الضغوطات على الطاقم التقني و اللاعبين  وخاصة في هذه الظرفية من الموسم. إذا اطلعتم على تشكيلة برشلونة ستجدونها على الورق مطابقة لاختيارات فالفيردي، لكن على أرضية الملعب رسم تكيتيكي مغاير يوضح أفكار المدرب ولمسته على الفريق. في الشوط الأول، بدا واضحا صعوبة اللاعبين في التأقلم مع الأفكار الجديدة في ظل تألق غرناطة تكتيكيا في إيقاف مفاتيح لعب برشلونة وأهمها ميسي. في نفس الوقت، ظل الفريق واثقا من قدراته وفنياته في التسجيل.  وتبين أن اللاعبين عازمون على تسجيل هدف من أيام الزمن الجميل وغير مقتنعون بتسجيل هدف من أجل الفوز فقط. انعكس هذا التفكير على الأداء وعلى الاستحواز حيث عاد برشلونة إلى هوايته المفضلة باستحواز وصل  نسبة 83 في المئة. ولكن مع نهاية الشوط الأول بالتعادل أكيد أنه تبادر الى ذهن المتابعين أنه هل عاد برشلونة إلى الاهتمام بالاستحواز والسيطرة على أطوار اللقاء دون فعالية ودون واقعية في حسم المباراة بالأهداف. الإجابة ربما تكون في الشوط الثاني. نعم لأنه شوط المدربين، الشوط الذي يستعرض فيه المدربون عضلاتهم التكتيكية بفضل قرائتهم الجيدة لأطوار المباراة. من الأفكار التي طبقها كيكي الإبقاء على سيرجي روبرتو مع بيكي وأومتيتي في الدفاع وعدم إعطائه الحرية الكاملة في الهجوم، لاعب ارتكاز واحد متحرر بوسكيتس، تنشيط هجومي من قبل فيدال وراكيتيتش، مع الحرية الكاملة لألبا وبميسي كمهاجم وهمي، وبدور هجومي أكبر لغريزمان في العمق بدل البقاء كجناح تقليدي فقط وبواجبات دفاعية مهمة. جرأة في التغييرات رغم النتيجة السلبية بإشراك الصغير ريكي بويج الذي ساهم في فوز الفريق.  كل هذه الأفكار التكتيكية توحي أن كيكي مدربا لكرة القدم وليس متفرجا من دكة البدلاء. الكثير من الصحفيين المقربون للنادي، اعترفوا بحقيقة غريبة ألا أنهم في هذه المباراة ومنذ تولي فالفيردي تدريب الفريق ، لم يكن لهم أبدا الوقت أو الرغبة في تفقد هاتفهم للولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لاستمتاعم بالأداء وعدم إحساسهم بالملل من متابعة أطوار المباراة. رغم عجز الفريق عن التسجيل وعدم خلقه لفرص كثيرة، لكن ذلك القليل بدا ممتعا. برشلونة وصل إلى 1005 تمريرة في المباراة، رقم لم يحققه برشلونة منذ 2006  أي عندما كان فرانك ريكارد مدربا للبارسا. ناهيك عن المثلثات الترابطية بين اللاعبين وسرعة افتكاك الكرة، كل هذا فقط بعد 5 أيام من العمل مع الفريق.
وجب الإشارة أن الطرد ساعد برشلونة في تسجيل الهدف الوحيد، وأنه مطالب بالتحسن هجوميا في قادم المباريات لكن في ظل الظروف احتاج برشلونة لهذا الفوز المعنوي للاعبين، للمدرب وحتى للجماهير التي رغم الفوز الصغير إلا أنها استعادت نسبة من متعة  مشاهدة برشلونة وهذا أهم مكسب لهم.
هيثم البقيوي. 

Comments