فالنسيا يهدي كيكي سيتين عيوب برشلونة

سيكون من غير المنطقي أن يظن مشجعو فريق برشلونة أن بعد مباراة غرناطة وبالأرقام المسجلة فيها فقط، سيتغير كليا الفريق وسيكون الطريق مفروشا بالورود. بل يحتاج الفريق إلى اختبارات عديدة ومتعددة لتجربة الأفكار والمخططات التكتيكية الممكن تطبيقها مع الترسانة البشرية، ومدى سرعة تقبل وانسجام اللاعبين مع طرح المدرب الجديد. 
ويعتبر كيكي محظوظا بكون مباراة فالنسيا جائت بعد مباراته الأولى في الليغا ومباراة في الكأس، لكي لا يغتر بأرقام التمريرات والاستحواذ ويقف عند مكامن الخلل ويعمل على تطويرها وتحسينها.
في مباراة اليوم، حاول كيكي أن يبدأ بوسط يميل إلى السيطرة على الكرة والبقاء في الخلف ليحتفظ بمفاتيح تغيير اللعب والمباراة على الدكة.  رغم عدم توفره على تبديلات قادرة على صنع الفارق، إن استثنينا فيدال وسيميدو. هي كفكرة في مباراة مع فالنسيا تعد ذكية، لكن يعاب عليه عدم تطبيق الضغط العالي على الخصم في أول 15 دقيقة من اللعب، لأن فالنسيا حينها بدا مرتبكا وعازما على العودة إلى الوراء في انتظار هجمة مرتدة أو هجمة مباشرة منظمة. الزخم الاعلامي الذي خلفته أرقام مباراة برشلونة غرناطة أثر على طريقة لعب فالنسيا في البداية الأمر الذي لم يستغله بتاتا. قد يكون بسبب تفطن كيكي بعدم وجود إمكانيات الضغط العالي مع ما هو متوفر من لاعبين. خطة كيكي في حرمان المنافس من الكرة لم تنجح مع فالنسيا الذي أخذ الثقة الكاملة مع مرور الوقت، حيث كلما أخذ فالنسيا الكرة، كان يشكل خطرا على مرمى برشلونة لغياب سرعة افتكاك الكرة، والقدرة على توقيف الحماس الهجومي لفالنسيا. الفريق لم يخلق أي فرصة سانحة للتسجيل مع المبالغة في التركيز على ميسي. مقابل تألق وحيد ودائم لتير شتيجن الذي بعث القليل من الأمل في كيكي مانحه الفرصة للتعويض في شوط المدربين.
في الشوط الثاني، ضغط برشلونة مباشرة بعد صافرة الحكم واستطاع من خلالها الحصول على فرصة واضحة لم يحسن التعامل معها فاتي. وهنا يتضح أن المدرب يقرأ جيدا المباراة في الشوط الأول ويحاول الاجابة عن اشكالاتها بأفكار ورسم تكتيكي مغاير في الشوط الثاني. لكن وكما جرت العادة مع برشلونة، أخطاء دفاعية ساذجة تضع الفريق في مأزق متأخرا بهدف في النتيجة. وهنا ظرف جديد يواجهه كيكي الذي كان مطالبا بتغيير الأوضاع رغم أنه كان قريبا من إنجاح أفكاره التكتيكية خلال المباراة. 
كلنا نتفق على أن أفضل بديل ممكن ومتوفر على الدكة هو فيدال، وهو من قام باشراكه المدرب.  حينها بدأنا نرى برشلونة الهجومي الذي يخلق فرصا خطيرة. فيدال وميسي حصلا على فرص ذهبية للتعادل وقلب الطاولة لكن كل الفرص لم تكلل بالفعالية الهجومية مما دفع اللاعبين إلى الاندفاع وعدم الالتزام بأفكار المدرب. الحديث عن سيرجي روبيرتو الذي فقد طراوته البدنية بسبب تشبته بالمساهمة الهجومية وتأخر فاتي في المساندة الدفاعية. إضافة إلى خروج بيكي، أومتيتي وألبا  عن الخدمة اليوم، الأمر الذي كلف برشلونة هدفا ثانيا وخسارة قد تبعد الفريق عن المنافسة على اللقب. هنا أدعوكم إلى التوقف والرجوع بذاكرتكم إلى المباراة، تخيلوا لو أن دفاع البارسا كان حاضرا اليوم، وأن دخول فيدال أسفر عن هدف أو هدفين للبارسا ممكنه من الفوز على فالنسيا. كيف سكون ردود أفعال الصحفيين والمحللين، ماذا سيكون رأي الجماهير في المدرب كيكي سيتين. المفاد من هذه الأسئلة التي يعرف الأغلبية إجابتها أن كيكي في ظل العناصر الموجودة والظروف الحالية والأيام القليلة التي قضاها مع الفريق استطاع أن يوصل نسبة من أفكاره الكروية للمتفرجين وأن يبرهن على مرونته التكتيكية فعلى المتتبعين المنتقدين أن يستوعبوا تلك الأفكار أولا وأن يعطوا الوقت والفرصة والمساحة للمدرب حتى يبدع فيخطأ حتى يصلح وإن لم يتعظ ساعدوه للبناء بالانتقاد.
هيثم البقيوي .

Comments