ثلاث نقاط و الجوهرة فاتي مكسبان ثمينان للبارسا

يتفق الجميع على أن أي مباراة لبرشلونة على الكامب نو تبعث الكثير من التفائل أو على الأقل نوعا ما من الاطمئنان على نتيجة المباراة إن حافظ برشلونة على نفس أداءه المعهود على أرضه. 
بعد خسارة المستايا أمام فالنسيا، أصبح كيكي سيتين مدرب البارسا في كل مباراة تحت ضغط مضاعف لأنه مطالب بالفوز للاستمرار في المطاردة ولتحسين الفريق، وخسارة أي نقاط اضافية قد تكلف الفريق الخروج من المنافسة نسبيا. بعد أربع مباريات لكيكي مع برشلونة اتضحت معالم التشكيلة الأساسية للمدرب وهذا أمر ايجابي ومفرح. التغيير الوحيد الاضطراري في مباراة ليفانتي كان هو استبدال راكيتيتش بفيدال المصاب بكدمة في أعلى فخذه اليسرى وعودته ستكون مرتبطة بسرعة تأقلمه مع العلاج. 
أسلوب لعب برشلونة الجديد يمثل سيف ذو حدين، هو أسلوب يعتمد على الهجوم والسيطرة واللعب المباشر في الثلث الهجومي لكنه يتطلب نجاعة هجومية عالية جدا لأن الفريق يهاجم بأكبر عدد من اللاعبين وبشهية مفتوحة وبالسماح للجميع بالمساهمة الهجومية. في نفس الوقت، التأخر في التسجيل لعدم استغلال الفرص المتاحة أو لعدم إمكانية خلق فرص يضغط على الفريق للتقدم أكثر فأكثر وحينها تنسى الواجبات الدفاعية ويتعرض الفريق لهجمات مرتدة قاتلة والتي قد تخرج الفريق مباشرة من المباراة. 
في مباراة اليوم، استصعب على برشلونة التسجيل من أنصاف الفرص المتاحة في ظل الوقوف المنظم والانتشار الممنهج لليفانتي،  وطريقة الدفاع المتقدم والضغط على حامل الكرة وتضييق الخناق على ميسي مفتاح هجوم البارسا. ورغم كل الصعاب، استطاع ميسي بمراوغاته المعتادة التوغل و منح فاتي تمريرتين على طبق ليسجل منهما  ثنائية جعلته أصغر لاعب في الليغا يسجل هدفين في سن يناهز 17 سنة و94 يوما، لينتهي الشوط الأول على واقع الهدفين.
في الشوط الثاني، أبى ميسي أن يتحكم أو بالأحرى أن يعاند نفسه وزملائه بإصراره على التسجيل حتى وإن عانده الحظ في كل مرة يحاول فيها. سلوك سد من شهية الفريق لتسجيل العديد من الأهداف، أفسد خطط المدرب و شجع ليفانتي على التقدم أكثر و الايمان بفرصته وحظوظه في المباراة. ولحسن الحظ سجل هدف ليفانتي في أواخر الشوط، لولا ذلك لكان برشلونة على أعتاب الخروج بنتيجة انتحارية. 
أضحت كل مباراة تحمل لكيكي رسائل ودروس وعبر لما هو قادم، رغم أنه في بعض الأحيان كما حصل اليوم يتحمل اللاعبون الكبار المسؤولية الكاملة عند التعثر. الآن على كيكي وفريقه التقني العمل على الانطباعات المأخوذة من كل مباراة ونقط الضعف الملاحظة من أجل الاستعداد للتحدي الصعب القادم ربع نهائي كأس ملك اسبانيا أمام بلباو على ملعبه.
هيثم البقيوي. 

Comments