برشلونة يجتاز اختبار بيتيس بعد معاناة

برشلونة بيتيس، مباراة ذو وجهين. كان الله في عون كيكي الذي سيعود إلى فريه السابق حاملا معه كل الذكريات الجميلة و الأداء الرائع، في نفس الوقت كمدرب لبرشلونة ليس هناك مجال للعاطفة والتفكير في الماضي، خاصة بعد فوز الغريم وتقدمه بست نقاط عن البارسا. إنها مباراة تحبس الأنفاس بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأي خطأ يبعد البارسا عن المنافسة، خاصة في ظل الجدل الكبير الذي يخلقه الحكام وكذلك الفار في الكثير من مباريات الليغا. 
ولأن الفار موجود في الليغا لمراقبة البارسا، استهل برشلونة المباراة باستقباله في الدقيقة الخامسة هدفا عن طريق ضربة جزاء. سيناريو لم يكن يتوقعه أسوء المتشائمين. كيكي بدا واقفا يحرك رأسه وكأن لسان حاله يقول كم هو صعب تدريب البارسا. منذ أن غير كيكي الرسم التكتيكي للبارسا، أصبحت أغلبية الفرق التي تواجهه تلعب بالضغط العالي في الدقائق الأولى لتسجيل الأسبقية  واللعب على التمريرات الخاطئة وكذلك المرتدات ان استطاع الخصم تسجيل هدف مبكر للعودة وتكوين جدارات دفاعية. في الحقيقة رغم الجهد العالي الذي لعب به بيتيس، ترك فراغات دفاعية كان على البارسا استغلالها. برشلونة بعد الهدف الأول دخل مباشرة في المباراة وبدأ يحاول شيئا فشيئا خلق الفرص. ولم يكد بيتيس يفرح بالهدف ويعد عدته للدفاع، ميسي يمنح لدي يونج كرة تستحق اسما أكثر ابداعا من تمريرة، جعلته على بعد أقل من لمسة يسجل هدف التعادل. لكن بيتيس بدا عازما على الاطاحة بالبارسا فاستفاد من ترويض خاطئ لفيدال وخطف الكرة اللعب الجزائري الماهر نبيل فقير مسجلا الهدف الثاني لبيتيس وسط دهشة كيكي. مجددا وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق من ضربة حرة بوسكيتس يسجل هدف التعادل ليكون السيناريو الأمثل ليبقي برشلونة على حظوظه كاملة في الفوز.
الشوط الثاني هو الفرصة الأخيرة لبرشلونة للاستمرار في المطاردة وتجنب السقوط المدوي. ما جعل برشلونة يدخل عازما على بدل الجهد اللازم للفوز بالمباراة. هاجم برشلونة منذ البداية وظل يحاول حتى تحصل على ما كان يريد من المباراة وهو التقدم في النتيجة رغم أنه جاء أيضا من ضربة حرة على غرار عادة برشلونة.  وانطلقت حينها مباراة أخرى، برشلونة يتقدم لأول مرة في المباراة فكيف يحافظ على تقدمه للظفر بالنقاط الثلاث. 
اللقطة المميزة في المباراة والتي تبعث الكثير من الأمل، هي لقطة كيكي مع لونجليه بعد الهدف الأول لبيتيس، المدرب نادى اللعب وتحدث معه عن الأخطاء المرتكبة ونبهه بما يجب أن يقوم به من عمل. لقطة ربما لم نراها مع فالفيردي طيلة فترة تدريبه للبارسا، وهنا يكمن الفرق. فان لم يتدخل المدرب لتنبيه أو لتوجيه اللاعب اذا ارتكب خطأ فمن يوجهه. و هناك لاعب وجب الاشادة به اليوم هو دي يونج، وسط من ذهب، اليوم كان في كل أرجاء الملعب، يدافع، يصنع ويهاجم ويخلق المسافات. اليوم أدى واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم حتى الآن. أما الشيء الغريب، هو تسجيل برشلونة لهدفين من كرتين ثابتتين وهي من المرات القليلة التي يتوفق البارسا في الكرات الهوائية والضربات الحرة.  بالاجماع، الحكم أفسد المباراة بعدم قدرته على السيطرة عليها. فكان يرجع إلى الفار متى ما شاء وينذر من لا يستحق و لا ينذر من يستحق. أهداف مشكوك فيها، بطاقتين حمراوتين بمبدأ العدل، ضربتي جزاء مشكوك فيهما و الكثير من الحالات التحكيمية الأخرى. فعلا كان رجل المقابلة بظلمه للفريقين. إلا أن المباراة باحت بكل أسرارها وأعطتنا طبقا شهيا ساخنا وحارا جدا، حيث ان استثنينا الحكم، كانت من المباريات الممتعة والمشرفة لليغا الاسبانية. النقط السلبية اليوم، عدم تأقلم غريزمان وعدم إعطائه للاضافة للفريق وكأنه لاعب يركض في الملعب من دون جدوى، وكذلك سيرجي روبيرتو الذي اصبح يعاني بدنيا ولم يعد قادرا على استكمال كل المباريات بنفس النسق، وعدم فهمه لدوره حين لا يلعب كمدافع أيمن. سوء فيدال اليوم قد نتفهمه بسبب عودته من الاصابة وحصوله على بطاقة صفراء حدت من إمكانياته.
عشاق البارسا، اليوم رغم حرق القليل من الأعصاب إلا أن برشلونة استطاع الإفلات من فخ بيتيس والفريق في كل مباراة يعطي انطباعا جيدا للتحسن.
هيثم البقيوي . 

Comments