كيكي الغير المحضوظ

برشلونة لم يكد يسلم من جدال أبيدال وميسي إلا ويجد نفسه ساقطا في جحيم السان ماميس. أتلتيك بلباو تعود في عهد فالفيردي على إحراج البارسا واكتسب الثقة اللازمة للاطاحة به عندما يستضيف البارسا على أرضه، لكن تمنى عشاق البارسا أن تكون الأمور مغايرة مع سيتين. 
مباراة برشلونة اليوم، هي من المباريات القليلة هذا الموسم التي قدم فيها برشلونة مستوى مستحسن نوعا ما ويخسر بهذه الطريقة المفاجئة. بل تعودنا أن يكون برشلونة سيئا فيفوز بالحظ، أو أن يكون سيئا جدا فيخسر دون تقديم مستوى يليق بالفريق. برشلونة اليوم عرف كيف يداري نقطة ضعفه وعدم قبول أهداف من المرتدات الخطيرة لفريق بلباو. كيكي وفق في اختياراته، و أصاب هذه المرة عندما أراح غريزمان، لكن في نفس الوقت سيرجي روبرتو لم يقدم الاضافة المرغوب بها كجناح أيمن. ما عدا ذلك، رغم الضغط العالي الذي مارسه بلباو على برشلونة، ومنعه من إخراج الكرة بسلاسة ليدفعه إلى ارتكاب أخطاء في التمرير وفي الاستلام،  استطاع برشلونة مجاراته وأخذ السيطرة على مجريات اللقاء والفرض على بلباو الرجوع إلى الخلف لعدم استنزاف الطاقة البدنية. 
برشلونة لم يقدر على التسجيل في الشوط الأول وسط التكتل الدفاعي لبلباو وعدم خلق فرص كثيرة سانحة للتسجيل، لكن لنقل أيضا أنه خرج منه سالما بعدم استقبال أي هدف.
في الشوط الثاني، أحس برشلونة بالخطر وبدل مجهودا أكثر للتسجيل وحسم المباراة. كيكي قام بدوره كمدرب و أشرك غريزمان بدلا من أنسو فاتي الذي لم يزعج كثيرا دفاع بلباو نظرا لضعف بنيته الجسمانية. تحرك الهجوم نوعا ما بدخول غريزو و استطاع برشلونة أن يصل للمرمى، وأتت لغريزمان فرصة ذهبية لحسم اللقاء لكنه أضاعها بغرابة. واستمر الحال كما هو عليه، برشلونة يسيطر و بلباو يقاوم ويهدد بمرتداته. مرة أخرى كان على كيكي التدخل وعدم الانتظار لأن برشلونة يريد طبعا إنهاء المباراة في 90 دقيقة على عكس بلباو الذي يريد أن يصل بالمباراة إلى بر الآمان أي حتى ركلات الترجيح أو خطف هدف من لا شيء. فأشرك أرثر بدلا من راكيتيتش المنهك، ولسان حال مشجعي البارسا يقول لو كان أرثر الذي نعرفه لكان التبديل مفهوما لكن أرثر في هذه الفترة بمستوى متذبذب. أرثر لم يتردد في الاجابة عن المشجعين بتمريرة ذهبية إلى ميسي جعلته أمام المرمى، ستكون ذكرت حتما عشاق البارسا بتمريرات تشافي، مع الأسف ميسي لم يحسن التعامل معها، قد كان باستطاعته تسجيلها لو أنه فكر لوهلة أن أبيدال من يحرس مرمى بلباو لكنه لم يفعل. ولأن الذي يضيع يقبل في قانون كرة القدم، وبعد دقائق من التغيير الاضراري بخروج بيكي ودخول أومتيتي و في الوقت بدل الضائع استقبل برشلونة هدفا نزل كالصاعقة على الفريق حارما كيكي من جني ثمار ما يحصده و يبنيه في الفريق و من  الوصول إلى نصف النهائي الأول له مع برشلونة. فمن المسؤول إذن عن هذه الخسارة: أكيد اللاعبون.
هيثم البقيوي. 

Comments