برشلونة و السحابة العابرة

ماذا افتقد برشلونة بعد الخسارة في الكلاسيكو ؟ بكل بساطة افتقد غوارديولا أفضل مدرب طبيب نفسي لبرشلونة، كان دائما قادرا على رفع الضغط عن اللاعبين و تغيير مزاج اللاعبين و معنوياتهم بعد أي خسارة أو تعثر. وهذا بالفعل ما كان يحتاجه الفريق لخوض مباراة اليوم أمام ريال سيوسيداد التي من حسن حظ برشلونة أنها في الكامب نو.
سيتين كان قد أعاد المرح  والابتسامة وروح الفريق إلى غرفة الملابس وشاهدنا ارتياح كل اللاعبين في التدريبات، لكن طالما ما يفتقد البدر في الليلة الظلماء وحينها فقط تحتاج الليلة إلى من يضيئها. من خلال المباراة اكتشفنا و تأكدنا أن من يستطيع تغيير مزاج لاعبي برشلونة الحاليين يحتاج لجائزة نوبل لعلم النفس. بالمزاج المعكر، والمعنويات المحطمة التي لعب بها اللاعبون اليوم، قد يقيلون في طريقهم أي مدرب يأتي للفريق.
قبل التحدث عن الأخطاء أو قبل لوم أي أحد دعونا نعطي لكل ذي حق حقه. في حالة برشلونة الحالية، أي بالترسانة البشرية الموجودة يلام المدرب في حالتين. الأولى، إن أخطأ في اختياراته الأولية أي التشكيلة الرسمية التي تبدأ المباراة، والثانية، إن لم يحسن قراءة المباراة وقام بتبديلات لم تقدم الاضافة أو تأخر كثيرا في التغيير. لنكن واقعيين، سيتين بدأ بأفضل تشكيلة ممكنة مع أخطاء تكتيكية بسيطة جدا لصعوبة تكهن سيناريو الدقائق الأولى للمباراة. طبعا سنتفق على حراسة المرمى وخط الدفاع دون أي داعي للنقاش. سنختلف حول راكيتيتش، غريزمان وربما بريثوايت. على من سيفضل راكيتيتش، على ريكي بويج؟ على فيدال؟ لاأحد يلائم، لأن راكيتيتش الوحيد بين الاثنين يجيد الاستلام والتسليم بعد المدافعين وتحت الضغط، يتمركز ويتحرك جيدا بدون كرة، وليس متهور. أي نعم بطيء ولم يؤدي اليوم بشكل جيد لكنه كان أفضل قرار. ماذا عن غريزمان؟ سنتفق على أنه لاعب لا يستحق حتى أن يكون ضمن الفريق فكيف يلعب كأساسي. فلماذا اشراكه منذ البداية قرار صحيح؟ سواء كان سيتين أو أي مدرب آخر، يحب دائما أن يحتفظ بالأوراق الرابحة لشوط المدربين حتى يعيد قراءة المباراة ويستطيع قلب المباراة بتبديلاته. هل غريزمان ورقة رابحة كتبديل في الشوط الثاني؟ لحد الآن سيتين10/10. إن تمعنتم في الطرح الأخير، أكيد ستكونون الآن بصدد الاشارة إلى الخطأ البسيط الذي قام به سيتين حين أشرك بريثوايت الذي يمثل واحدة من الورقات الرابحة على الدكة. وجوده من البداية، ساهم في خلق وتحريك الهجوم لكن في نفس الوقت ريال سوسيداد حضر جيدا وكان مستعدا من البداية. يعني مع مرور الوقت ان استطاع سوسيداد ايقاف هجوم برشلونة سيفتقد سيتين إلى عنصر المفاجئة في الشوط الثاني، وتزداد ثقة لاعبي سوسيداد بايقاف هجوم البارسا في ظل ضعف حالة ميسي، وهو بالضبط ما حصل. فكرة سيتين وراء الزج ببريثوايت، كانت من أجل حسم المباراة مبكرا ومنح الثقة التي يحتاجها الفريق بعد التعثر الأخير منذ البداية لكنه خسر الرهان أمام فريق ريال سوسيداد العنيد.
لننهي مع عيب سيتين الأخير في هذه المباراة هو التأخر في التغييرات، سوسيداد كان قد أحكم قبضته على ريتم المباراة بانتشاره الواسع على أرضية الملعب، بضغطه العالي على كل لاعب برشلوني ومراقبته الفردية الشديدة. وتبين بشكل واضح، ضياع وسط الميدان، والعياء التام لغريزمان وبريثوايت. أحيانا كثرة التفكير تعود بما لا يحمد عقباه على الفريق، هدف من ريال سوسيداد في تلك التوقيت كان سيذبح الجميع والمتهم الوحيد المثبوت إدانته حينها سيتين.
نقطة أخيرة حول الطاقم التقني وخاصة سارابيا مساعد سيتين، نشك أن يكون الرجل مشجعا لبرشلونة منذ صغره. همه تقديم كرة جميلة، أداء جيد ويتفاعل مع كل صغيرة وكبيرة في المباراة، يوجه، يصرخ، لا يجامل اللاعبين ولديه غيرة وحرقة على الفريق. في الكثير من الأحيان تحس أن سيتين هو المساعد. سارابيا مثال للمدرب والروح اللذان يحتاجهما الفريق في مثل هذه الظروف.
ثلاث نقاط ثمينة، لكن القادم أصعب. وإن سلمت الجرة اليوم فمن الصعب أن تسلم كل يوم.
هيثم البقيوي.

Comments

Last 7 DaysPost

ليتنا خسرنا الصدارة و لم نخسر ميسي... حال لسان كل برشلوني